شروط الباكالوريا الحرّة تسبّب تذمراَ وسط الراغبين في اجتيازها

شروط الباكالوريا الحرّة تسبّب تذمراَ وسط الراغبين في اجتيازها

 

بعد إصدار وزارة التربية الوطنية لبلاغ تؤكد فيه أن الترشيح لاجتياز امتحانات البكالوريا للأحرار، للحاصلين سابقاً على هذه الشهادة، لن يتم إلّا في تخصّص مغاير عن الذي سبق لهم دراسته، وتشير فيه كذلك إلى العدد الأقصى لدورات البكالوريا الحرة المسموح اجتيازها ينحصر في ثلاث دورات، تعالت انتقادات مجموعة من التلاميذ والطلبة لهذا القرار، واصفين إيّاه بـ »المجحف في حقهم ».

من هؤلاء، زينب تقي، تلميذة سابقة حصلت على البكالوريا موسم 2012-2013 بثانوية أبي شعيب الدكالي، في مسلك العلوم الفيزيائية، قالت إنها لم تتمكن من استكمال دراستها الجامعية لظروف قاهرة، وقرّرت أن تترشح مستقبلاً لشهادة بكالوريا جديدة، إلا أنها اصطدمت بقرار ضرورة تغيير الشعبة، وبالتالي أن تتوجه إلى مسلك مغاير تماما لدراستها السابقة، وهو ما اعتبرته أمراً تعجيزياً بما أنها « ‘لا تفقه شيئاً في مسلك آخر غير ما درسته أو ما يقترب من دراستها ».

وأضافت زينب: » العديد من التلاميذ والطلبة ضحوا بدراستهم الجامعية كي يستثمروا في البكالوريا الحرة من أجل تحقيق أهدافهم، إلا أن هذا القرار هدّم أحلامهم »، معترفة بأن الدولة تستنزف بالفعل أموالاً كثيرة في تحضير وتنظيم امتحانات البكالوريا الحرة، وتصطدم بغياب مجموعة من التلاميذ، إلا أن هذا المشكل لا يجب أن يدفع إلى قرار يحطّم مسارات شباب مغاربة، حسب قولها.

كذلك تحدث زكرياء فتيح، الحاصل خلال الموسم الماضي على بكالوريا علوم فيزيائية بميزة حسن من ثانوية خديجة أم المؤمنين بالدار البيضاء، أنه كان يطمح إلى ولوج كلية الطب دون أن ينجح بسبب عدم حصوله على النقطة التي تؤهله لذلك، ليقرّر الترشح من جديد لشهادة البكالوريا من أجل أن يحقق هذا الحلم لدرجة أنه بدأ استعداداته منذ شتنبر الماضي وتناسى دراسته للاقتصاد بالجامعة، عاقداً العزم على الرفع من نقطة البكالوريا كمترّشح حر.

بيدَ أن القرار الوزاري الجديد صدم زكرياء، فقد صار ملزماً بتغيير الشعبة التي درس نحو شعبة أخرى، مشيراً إلى أنه حاول تقبل هذا القرار وأراد تغيير مساره من مسلك العلوم الفيزيائية إلى مسلك علوم الحياة والأرض، إلا أنه علم بعد ذلك بأن الوزارة المعنية تؤكد بأن كل الحاصلين على البكالوريا في الشعب المنضوية تحت « العلوم التجريبية » لا يحق لهم الترشح من جديد في هذا الإطار، وما عليهم سوى اختيار شعبة مغايرة تماماً كـ »الآداب » مثلاً.

واستطرد فتيحي: » قد تكون هناك ظروف شخصية وراء حصول تلميذ ما على نقطة متواضعة في امتحانات البكالوريا، لذلك لا يمكن حرمانه من أمل المحاولة من جديد. لقد تسبّبت لي هذه الصدمة في أزمة نفسية، وصرت أرى حلم الطب بعيداً لغاية ».

وبشكل شبيه بقصة فتيحي، تحدثت مريم غندور، الحاصلة على شهادة البكالوريا، مسلك علوم الحياة والأرض بميزة حسن في الموسم ما قبل الماضي من ثانوية أولاد حريز ببرشيد، حيث لم تخوّل لها نقطتها المرتفعة ولوج كلية الطب، لذلك اجتازت الامتحان كمرشحة حرّة خلال العام الماضي ولم تتوفق في الحصول على النقطة الراغبة فيها لمشاكل صحية جعلتها تتوقف حتى عن دراستها، غير أنها عندما أرادت الترشح في هذا العام، صُدمت بالقرار الجديد.

وهناك كذلك حاصلون على بكالوريا في الآداب والعلوم الإنسانية، يرغبون في اجتياز الامتحان بشكل حر، إلا أنهم كذلك وجدوا أنفسهم مطالبين بتغيير شعبهم، مع ما يثيره ذلك من مشاكل لهم، خاصة للفروقات البيداغوجية الكبيرة بين الشعب، وهي الفروقات التي تظهر في مرحلة متقدمة من الدراسة، وتدفع بالتلاميذ إلى اختيار مساراتهم بناءً على اختلافات اهتماماتهم وقدراتهم.

وقد طالب المتدخلون في حديثهم مع هسبريس، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بفتح باب الحوار معهم لتجاوز هذه المعضلة، مقترحين تأدية المترشح لمبلغ مالي رفقة ملف التسجيل، بشكل يراعي تكاليف اجتياز الامتحان وكذا الظروف الاجتماعية للمترشحين، وذلك كدليل منه لرغبته اجتياز الامتحان، ومساعدة منه في تحمل تكاليفه.

جدير بالذكر، أن الوزارة قرّرت كذلك، زيادة على الشروط المذكورة أعلاه، عدم قبول الترشح من جديد لكل من سبق له أن تخلّف عن اجتياز الاختبارات الخاصة بهذه الامتحانات بدون مبرّر مقبول، وذلك ابتداءً من نفس دورة 2016، مشيرة إلى أن إيداع ترشيحات الأحرار سيتم حصراً على البوابة الإلكترونية للوزارة، في الفترة ما بين 134 دجنبر 2014 و 13 يناير 2015.

عن كوقع: هسبريس