الحكومة تتوعد "العنف الجامعي" وتقرّ بوصوله إلى مستويات خطيرة

fac_kech5_415457632

 

على إثر الأحداث الأخيرة التي عرفتها كلية العلوم بمكناس، بعدما عمد مجموعة من الأشخاص إلى حلق شعر قاصر وحاجبيها في « محاكمة جماهيرية »، خرجت الحكومة لتقر بأن ظاهرة العنف الجامعي صارت تبلغ « مستويات إجرامية خطيرة وغير مسبوقة »، مشيرة إلى أن الأمر « يسيء للمنظومة التعليمية ولصورة البلاد ».

إقرار الحكومة بالتدهور الذي باتت تشهده الجامعة المغربية جاء من خلال عرض للشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، حول ظاهرة العنف الجامعي، قدمه أمام المجلس الحكومي المنعقد يوم أمس، موضحا أن الظاهرة باتت « تضرب المجهود الوطني الرامي للنهوض بجودة التعليم العالي ببلادنا »، معتبرا أن الأحداث التي تشهدها الجامعة في هذا الإطار « تصدر عن فصائل طلابية متطرفة ومحكومة بخلفيات سياسية ».

وشددت الحكومة، في بيان لها، على أنه « لا تساهل ولا تسامح مع أي شخص أو أية مجموعة تتورط في هذه السلوكات الإجرامية المدانة، وعلى التعامل الحازم معها بما يحفظ للجامعة حرمتها كفضاء للتكوين والتحصيل المعرفي والبحث العلمي ومجال لحرية التعبير والنقاش وترسيخ قيم الحوار والاختلاف ».

وأكد المصدر نفسه أنه سيتم « التصدي بحزم لهذا الإجرام الجامعي وبشكل شامل وكلي »، مشيرا إلى أنه ستتم التعبئة بين مختلف القطاعات الحكومية المعنية، وخاصة قطاعات الداخلية والعدل والحريات والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، « من أجل المواجهة الصارمة والحازمة لهذه الظاهرة »، وموضحة أن « درجة الحزم ستُضاعف لمواجهة هذه الآفة في إطار القانون والمقتضيات الدستورية المنظمة للحريات وللحقوق والواجبات ».

وأوضحت الحكومة أن ما بات يشهده الحرم الجامعي « من عنف مادي ومعنوي لم يعد أحد يسلم منه داخل الجامعة، وكانت له آثار جد سلبية على السير العادي داخلها وعلى مناخ التحصيل العلمي »، مبرزة أن « ذلك لا يمت بصلة إلى الجامعة، باعتبارها فضاء لتجاذب الأفكار والتعبير الحر والنقاش العلمي والتحصيل المعرفي ».

يذكر أن آخر أحداث العنف الجامعي انطلقت شرارتها من أمام باب كلية العلوم بمكناس؛ حيث كانت هناك مشادات بين مجموعة من الطلبة والضحية شيماء التي كانت مرفوقة بشقيقتها التي أصيبت بجروح نقلت على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بالمدينة، في حين تم اقتياد شيماء إلى داخل الحرم الجامعي بطريقة عنيفة وتم ربطها إلى كرسي وتعصيب عينيها وممارسة العنف عليها بشكل وحشي، بحسب تصريحات بعض الطلبة الذين حضروا الواقعة، لتنتهي هذه الأحداث بحلق شعرها وحاجبيها.

عن موقع هسبريس